في الوحدة يكمن أساس القوة

في الوحدة يكمن أساس القوة والضعف يكمن في غيابها..!

  • في الوحدة يكمن أساس القوة والضعف يكمن في غيابها..!

اخرى قبل 4 سنة

في الوحدة يكمن أساس القوة والضعف يكمن في غيابها..!

بقلم د. عبدالرحيم جاموس

الوحدة على مستوى الخلية الاجتماعية الواحدة من الأسرة وصولا الى المجتمع المنضوي تحت سلطة واحدة وقانون واحد ومؤسسات موحدة تمثل بنيان الدولة المجتمع ...الخ.

إن غياب الوحدة عن اية مؤسسة من الخلية الاجتماعية الاؤلى وصولا الى المجتمع الموحد والدولة السيدة... لايعني سوى شيء واحد هو (التفكك والضعف والضياع) وهنا تتناسل الأزمات والمشكلات ويستعصي حلها والخروج من دوامتها ...!

في حين تكمن القوة وكافة تجلياتها في الوحدة الراسخة على مستوى الأسرة والمؤسسة والمجتمع وصولا الى الدولة السيدة التي تحتكم للقانون وتتحقق فيها العدالة للجميع فتتوفر فيها شروط الحرية والإبداع والمساواة .. ويتحقق الأمن والاستقرار فيها للجميع ... وهنا تنطلق عملية البناء والنمو والإزدهار وتحقيق التقدم والرفاه ...!

اذا كان ذلك بالنسبة للشعوب والمجتمعات المتحررة والمستقلة ، تمثلً الوحدةُ اساسُ القوة والتقدم والنجاح، فإنها اي الوحدة بالنسبة للشعوب والمجتمعات والدول المحتلة مثل الشعب العربي الفلسطيني أكثر ضرورة وأكثر احتياجا .. إذ لامستقبل يبنى ولا امل يتحقق له في ظل غياب الوحدة عنه وعن أي شعب او مجتمع او دولة محتلة...!

في ظل ظروف الاحتلال الصهيوني لفلسطين وما الحقة بالشعب الفلسطيني من تشتت وتشرد وقتل ودمار وضياع .. فإن اهم سلاح يجب ان يمتلكه الشعب الفلسطيني لمواجهة مثل هذا العدوان والاحتلال هو وحدته حول هدف واحد وقيادة واحدة وسلطة واحدة وقانون واحد ومؤسسة واحدة وبرنامج نضالي وكفاحي واحد.... !

لقد استطاعت الشعوب الرازحة تحت الاستعمار في القرن العشرين ان تواجه المُستعمر بوحدتها في اطار جبهة وطنية عريضة ضمت كافة الوان الطيف السياسي وببرنامج وطني موحد، وان تخوض كفاحها ضد المستعمر على هذا الاساس الوحدوي، وتحقق هدفها الوطني في التحرر والاستقلال وبناء الدولة المستقلة والنماذج على ذلك كثيرة في افريقيا وآسيا من الجزائر الى فيتنام الى جنوب افريقيا ...

الشعب الفلسطيني لن يكون استثناء عن هذة القاعدة فوحدته هي اساس قوته التي يتغلب من خلالها على كل عناصر الضعف ويقوى بها على مواجهة العدوان والاحتلال والاستيطان وبها يتمكن من انتزع حريته واستقلاله وتحقيق اهدافه الوطنية، والشعب الفلسطيتي يملك من الارادة والقدرة الشيء الكبير والكثير.. فتجربته النضالية اليوم تزيد على قرن كامل من الزمن في مواجهة الاستعمار والاغتصاب والاحتلال الصهيوني، وقد خاض غمار النضال بوسائل متعددة وحافظ على وحدته المجتمعية والنضالية والسياسية من خلال توحد قواه في اطار منظمة التحرير الفلسطينية التي مثلت الجبهة الوطنية العريضة التي ضمت في اطارها كافة القوى الوطنية والمجتمعية .. واستطاعت من خلال ذلك استعادة الهوية الفلسطينية من الذوبان والغياب وانتزعت اعتراف العالم بشرعية نضاله من اجل العودة والحرية والاستقلال وبناء الدولة المستقلة وعاصمتها القدس...!

كن ظهور حركات سياسية ذات شعارات دينية خا رج اطر منظمة التحرير الفلسطينية احدث شروخا في جسد الوحدة الوطنية الفلسطينية واتاح للعدو فرصة مهمة لإستثمار هذة الشروخ والاستقواء من خلالها على الشعب الفلسطيني ومواصلة سياسة الهضم والضم والإنكار والطمس لحقوقة الوطنية ومواصلة التوسع والاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة...!

لذا فإن المسؤولية كبيرة وبالغة تقع على كافة القوى بشكل عام ومنها القوى والفصائل التي لازالت خارج اطر م. ت.ف واعني خركتي حماس والجهاد .. اللتان لا زالتا تقدمان ذرائع مختلفة لتبرير بقاؤهما خارج اطر م.ت.ف .. ولم تعد تلك الذرائع مقنعة لأي عاقل ولأي غيور على المصلحة الوطنية الفلسطينية....!

وهنا يمكننا طرح السؤال على حركة حماس التي نافست على انتخابات السلطة وفازت بها عام ٢٠٠٦م ...وما تبعها من انقلاب واستفراد في التحكم في جزء من الاراضي الفلسطينية تحت ذرائع واهية بل وكاذبة كشف الواقع والزمن زيفها وسقوطها ... ولم يعد هناك مايبرر استمرار هذا الانقلاب وما نتج عنه من كواراث على الكل الوطني وعلى مستقبل الشعب الفلسطيني ..!

اليوم بعد ان اغلقت كافة الطرق لإنهاء هذا الإنقلاب، لم يبقى الا التوجه الى الإنتخابات التشريعية والرئاسية ... على ان يسبقها اولا : تمكين الحكومة الفلسطينية من بسط حكمها على كامل الاراضي الفلسطينية في قطاع غزة كما هوالحال في المحافظات الشمالية كي تتمكن من القيام بكافة مسؤولياتها الوطنية فيه وكي تتم الإنتخابات في احواء طبيعية على اساس من الوحدة الكاملة ..!

ثانيا :الإلتزام من قبل كافة القوى والفصائل بالنتائج التي ستسفر عنها الإتخابات ...

ثالثا:التزام جميع القوى والفصائل بكافة الإلتزامات التي التزمت بها م.ت.ف ودولة فلسطين مع كافة الدول والمجتمع الدولي من عضويات واتفاقيات دولية وغيرها تعزز من مكانة فلسطين على طريق انتزاع كافة الحقوق الوطنية وانهاء الإحتلال واقامة دولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس ...!

كل هذا لايتأتي الا على قاعدة وحدة المجتمع والقيادة والبرنامج والمؤسسة والقانون الذي يحكم الجميع حكاما ومحكومين ...

فهل تدرك حركتي حماس والجهاد هذة المعاني للوحدة واستحقاقاتها قبل الولوج الى الإنتخابات المقبلة التي يجب ان تمثل السبيل للخروج من حالة الإنقلاب والإنقسام؟!

وتبقى الوحدة اساس القوة...!

د.عبدالرحيم جاموس

عضو المحلس الوطني الفلسطيني

الرياض 6/11/2019م

 

 

التعليقات على خبر: في الوحدة يكمن أساس القوة والضعف يكمن في غيابها..!

حمل التطبيق الأن